قمة المناخ تنطلق في البرازيل.. اختبار جديد لإرادة العالم في مواجهة الاحترار
قمة المناخ تنطلق في البرازيل.. اختبار جديد لإرادة العالم في مواجهة الاحترار
تنطلق اليوم الاثنين في مدينة بيليم البرازيلية أعمال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 30، وسط آمال بأن تنجح القمة في توحيد الجهود العالمية لمواجهة التدهور المناخي المتسارع، وتوقعات بأن تشكّل اختباراً حقيقياً لقدرة النظام الدولي على تنفيذ تعهداته السابقة.
كوكب الأرض يقترب من حدود الخطر
تنعقد القمة في وقت حرج تشير فيه تقارير الأمم المتحدة إلى أن عام 2024 شهد للمرة الأولى تجاوز الاحترار العالمي مستوى 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، وهو الحد الذي تسعى اتفاقيات المناخ إلى عدم تخطيه لتفادي كوارث بيئية واسعة، كما سجلت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستويات قياسية منذ بدء عمليات الرصد، ما يضع المجتمع الدولي أمام واقع مناخي غير مسبوق وفق "فرانس 24".
عقد على اتفاق باريس
ورغم مرور عشر سنوات على توقيع اتفاق باريس للمناخ، تظهر البيانات الحديثة أن تعهدات الدول لا تزال بعيدة عن المسار المطلوب لمكافحة التغيرات المناخية بالحد من ارتفاع الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، ووفق تقرير الأمم المتحدة الصادر في أكتوبر الماضي حول الإسهامات المحددة وطنياً، فإن التعهدات الحالية من 64 دولة ستؤدي إلى خفض قدره 17 في المئة فقط من الانبعاثات بحلول عام 2035، وهو أقل بكثير من نسبة 55 في المئة الضرورية لتحقيق هدف 1.5 درجة، كما لم تتمكن سوى نسبة محدودة من الدول من تقديم خططها المناخية الجديدة ضمن المهلة المحددة في فبراير 2025.
البرازيل تراهن على قمة التنفيذ والتكيف
تسعى البرازيل التي تستضيف القمة للمرة الأولى منذ قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992، إلى جعل مؤتمر بيليم محطة مفصلية لإعادة الزخم إلى العمل المناخي العالمي، وتقدم القمة باعتبارها "قمة التنفيذ والتكيف"، في إشارة إلى ضرورة الانتقال من الوعود إلى الأفعال، غير أن السياق الدولي يبدو أكثر تعقيداً اليوم مع تباطؤ خفض الانبعاثات وتصاعد الأزمات الاقتصادية والسياسية حول العالم.
تمويل المناخ على رأس جدول المفاوضات
من المتوقع أن تتركز المناقشات على ثلاثة محاور رئيسية: تمويل المناخ، خفض الانبعاثات، وتعزيز جهود التكيف مع آثار التغير المناخي، وسيكون الهدف المالي الجديد أحد أبرز الملفات المطروحة للنقاش، إذ تسعى الدول إلى تفعيل الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه في قمة أذربيجان العام الماضي بشأن تمويل يتراوح بين 300 مليار دولار سنوياً بحلول 2035 وقد يصل إلى 1.3 تريليون دولار، كما ستُبحث آليات دعم صندوق الخسائر والأضرار الذي يهدف إلى مساعدة الدول الأكثر تضرراً من الكوارث المناخية، بعد أن تعرّض لانتكاسة إثر انسحاب الولايات المتحدة من تمويله.
بدأت مؤتمرات الأمم المتحدة لتغير المناخ عام 1995 بوصفها منصة لمتابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، ومنذ ذلك الحين، شهدت القمم المتعاقبة محطات بارزة أبرزها بروتوكول كيوتو عام 1997 واتفاق باريس عام 2015، ورغم التقدم في رفع الوعي الدولي، ما زالت الفجوة بين التعهدات والواقع تتسع، إذ تشير تقارير علمية إلى أن العالم يسير نحو ارتفاع في درجات الحرارة يتجاوز 2.5 درجة مئوية بنهاية القرن.
وتُعد قمة بيليم فرصة حاسمة أمام المجتمع الدولي لإثبات قدرته على التحرك الجماعي، وسط تزايد الكوارث المناخية التي تضرب القارات كافة وتضع البشرية أمام سؤال مصيري: هل يمكن إنقاذ الكوكب قبل فوات الأوان؟











